تفاحة من يد حوّاء فرنسية

©أيقونة بريس: عبد الاله بوزيد //

بالنسبة للرأي العام الطبقة المثقفة أو المتسيسة، كانت ودائما تنتظر قنص أي طائر خرج من قفصه، فبعد وزير العدل ومشروع قانون ” كمامة الأصوات ” في شبكة التواصل الاجتماعي، خرج سفير المغرب في باريس، ورئيس #اللجنة_الخاصة_بالنموذج_التنموي، #شكيب_بنموسى من #الحجر_الصحي مبكرا وفي وقت حارً للغاية .

على تغريدة نشرتها الصفحة الرسمية للمجلس، بينما الظروف العاصفية هاته تقتضي نشر بلاغ رسمي،: يقول “تبادل الرئيس مع السيدة #هيلين_لوغال ، عبر الفيديو ، بناء على طلبها ، مثل التواصل والمشاورات السابقة مع سفراء الدول الصديقة وممثلي المؤسسات الدولية “.
ربما وحسب هذه التوضيحة المختصرة السيد شكيب على نيّـة صالحة، والأمر أن في صياغة التوضيح قال بنموسى أنه دار الحديث فقط عن ما بعد #جائحة_كوفيد19 ، بينما كورونا لها اختصاصيين وأطر طبية ، وهل كورونا تدخل في إطار النموذج التنموي ؟
ربما ما نشرت السيدة السفيرة هو الصحيح، لأنه كلام من عقلية حساسة جدا ألا وهو المستعمر السابق.
ومن هنا يتسائل الرأي العام : هل من اختصاص رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي إبلاغ الدبلوماسيين الأجانب ، حتى لو كانوا أصدقاء؟ ربما نعم ، ربما لا.
وهكذا تبقى الحقيقة أن خرجة السيدة السفيرة أثارت فقط زوبعة النيران، لدرجة أن المرء قد يعتقد أنه كان هناك عدد من الناس ينتظرون ذلك.
السيد بنموسى بعد أن لاحظ أن “توضيح” تغريدة تويتر غير كافٍ، لجأ إلى تزيين زجاج دار اللجنة بـ “حصرية” في Medias24 لتقديم شرح لدور مؤسسته مع دور الدبلوماسيين .
توضيح شكيب بنموسى باللغة الفرنسية زاد من حجم الغضب وكأن الموضوع فرنسي/فرنسي في حين أن النقاش مغربي-مغربي.
تغريدة السيدة السفيرة كانت غير موفقة وهي تعطي الانطباع على أن رئيس اللجنة مُـلزم بأن يقدم لها تقريرا عن المرحلة التي وصلها في عمله .
الأسلوب فيه لهجة المُقيم العام وليس السفيرة.. وهو مطابق تماما لنفس اللهجة التي استعملها رئيس بلادها #ماكرون عندما طالب بصيغة ” الأمر ” الحكومة المغربية تسريع عملية إجلاء الرعايا الفرنسيين العالقين بالمغرب في شهر مارس. بعد قرار المغرب إغلاق الحدود البرية والجوية في إطار سياسية مواجهة انتشار كورونا.
السفيرة تتحدث عن « point d’étape » ، إدن هي تحكي بصدق، من خلفه سوء النيـّة، وفي هذه الحالة الأمر متروك لشكيب بنموسى لتقديم التوضيح لمن يهمه الأمر.
قد يكون السيد شكيب بنموسى فعلا تناول الحديث عن المشروع التنموي، بحسن نيّـة (وهو خطأ) ، إلا أننا نحن أمام نيّـة السيدة السفيرة التي أظهرت باستعمال ” أسلوبها” كيف ترى المغرب والمغاربة .
شعورنا أنها من أتباع ” اليوطي” في مدرسة دبلوماسية لا يمكنها ارتكاب الخطأ أو سوء الفهم، ولهذا رفضت مسح التغريدة لتؤكد أنها لا يهمها كلام المغاربة.
السيدة متمرسة ولها تجربة غنية اشتغلت في 3 قارات تمثل الدبلوماسية الفرنسية، وكانت مستشارة للرئيس فرانسوا هولاند مسؤولة عن إفريقيا. طبعا هي تحتفظ فقط بالعلاقات المغربية مع هولاند التي كانت في أغلبها باردة، ولم تكن المشاورات الدبلوماسية آنذاك تتداول عبر ” تويتر ” أو ” فايسبوك” .
وحاليا #هيلين_لوغال استسلمت لتقليد خرجات #ماكرون و#ترامب عبر ” تويتر”، خرجات أو تغريدات لخلق الفضائح والضجيج، وإظهار القوة والتعالي،
خرجات ليست بحسن النية.

Print Friendly, PDF & Email