بيلي

بيلي أكثر من أي لاعب آخر جعل كرة القدم فيها الفرجة والمتعة

©أيقونة بريس: هيئة التحرير//

29/12/2022 التحديث في 22:30//
• توفي بيلي، أحد أعظم لاعبي كرة القدم في كل العصور، عن عمر يناهز 82 عاما
• كان بيلي يعاني من سرطان القولون وتوفي في المستشفى في ساو باولو .

بيلي هو صاحب اللمسات الفنية الرائعة والكرة الجميلة، العالم وجمهور الكرة لن ينسى ما قدمه في المباراة النهائية لكأس العالم 1970 ضد إيطاليا (وما أدراك ما من إيطاليا في ذلك الوقت).

لقد رأينا الهدف 4 كيف كان من توزيع بيلي ، فقط، تلك الثواني القليلة في تمريرته كانت من الكمال في كرة القدم .
وظهرت عبقرية بيلي في ديباجة كأس العالم 1974 في ألمانيا الغربية، وكانت تلك بطولة يوهان كرويف وجوني ريب وجيرد مولر وفرانز بيكنباور،
لكن هدف البرازيل هذا منذ أربع سنوات ضد إيطاليا أصبح راسخا في ذهن كرة القدم كرمز للجمال.

بيلي ضد فرنسا 1958

صورة من مباراة البرازيل ضد فرنسا 5 -2 في نصف نهاية كأس العالم 1958

بيلي ضد إيطاليا

بيلي يسجل أول هدف في مباراة نهاية كأس العالم 1970 ضد إيطاليا

فرحة الانتصار لبيلي

صورة تاريخية انتشرت في العالم في مباراة النهاية ضد إيطاليا 1970

كان بيلي قد اعتزل كرة القدم الدولية بحلول ذلك الوقت ولم نراه يلعب على الهواء مباشرة.

لكن مستواه الفني والتقني هو ما رفعه فوق اللاعبين الذين رأيناهم، مثل ليونيل ميسي ودييجو مارادونا وجورج بست وزين الدين زيدان،
كان له دور مُـذهل ضد إيطاليا في عام 1970.

في الواقع ، من بين جميع اللاعبين الذين لمسوا الكرة ، قد يقول الكثيرون إن مساهمته كانت الأكثر فعالية.
كان هذا هو سر شخصيته الكروية. كان قد سجل هدفا مذهلا في أول مباراة للبرازيل في البطولة ضد تشيكوسلوفاكيا،

حيث قفز عاليا ليستقبل الكرة بصدره (كرة من تمريرة: توستاو- Tostao -) ، 

وتركها تسقط أمام رجله ثم سدّدها في شباك حارس المرمى، الطريقة كانت رائعة الجمال.
لقد قدم تمريرة حاسمة بلمسة فنية كبيرة لجيرزينيو- Jairzinho – ليسجل الهدف الوحيد في الفوز على إنجلترا ،

لكن بيلي كان بإمكانه فعل كل ما فعله ميسي ورونالدو حتى في عصر تعرّض فيه المهاجمون مثله لمعاملة وحشية من قبل المدافعين وعدم حمايتهم من قبل الحكام.

مع بلاتيني ومارادونا

بيلي مع مارادونا وبلاتيني

ميسي ورونالدو لاعبان رائعان. إنهما ظاهرة كرة القدم في القرن 21 ، لكن بيلي جمع أفضل ما في ميسي ورونالدو، جمع القوة والفن والروعة والنضج،

باختصار لاعب متكامل يلعب باليمنى وباليسرى وبالرأس ويستعمل كل جسمه وكل طاقته البدنية.

بيلي سنة 1968

هذه إحدى العروض الفنية التي قدمها بيلي ( كأس العالم 1968)

لقد كان رمزا لعصر ذهبي لكرة القدم لم يتكرر أبدا. نعم خلق ميسي ورونالدو عصرا ذهبيا خاصا بهما، هذا الجميع يتفق عليه،

لكن الواقع كانت هيمنتهما ترتكز حول كرة القدم للنادي ككل كمجموعة.
اقتحم بيلي المشهد العالمي وفي الوعي العام الأوسع في كأس العالم 1958 في السويد، عندما كان عمره 17 عاما فقط.
قادت أهدافه 6 التي سجلها في البطولة – (بما في ذلك هدفان في النهائي ضد المضيف السويد) – البرازيل إلى أول انتصار لها في كأس العالم ،

وبهذا الانتصار طردت البرازيل شبح هزيمتها المؤلمة أمام أوروغواي في المباراة النهائية لكأس العالم 1950 في ميدانها بملعب ماراكانا ،
وفاز بيلي بكأس العالم للمرة الثانية في عام 1962 ، على الرغم من أنه لعب مباراتين فقط قبل انتهاء بطولته بسبب الإصابة لأنه كان يتعرض بكثرة لتدخلات عنيفة كلما لمس الكرة .

في عام 1966 ، في إنجلترا، أصبح أول لاعب يسجل في ثلاث بطولات متتالية لكأس العالم، لكنه خرج من البطولة عندما استهدفه التدخل العنيف من لاعبي بلغاريا والبرتغال،

إقرأ أيضا : 
وداعا بيلي: لقد مات ملك كرة القدم هذه الرياضة الرائعة 
 

وظهر بيلي في لحظة ولادة البرازيل كدولة حديثة وحاولت الديكتاتورية العسكرية التي سيطرت على البلاد، الخلط بين جمال كرة القدم البرازيلية و”المعجزة الاقتصادية” التي ادّعت أنها تؤديها لتصنع من البرازيل قوة عظمى.
لقد حاول النظام العسكري، استخدام جمال بيلي وزملائه في الفريق لإخفاء وحشية نظامهم الديكتاتوري،

حتى لو كانت الحرية التي لعب بها بيلي وجيرزينيو وتوستاو في الملعب، هي في الواقع نقيض سياسة الحكومة العسكرية التي كانت تعتمد على القمع والقتل والحبس والاختطاف في ذلك الوقت.
ربما هذا سبب آخر لمعاناة سمعة بيلي قليلا في السنوات التي مرت منذ تقاعده.
لم يكن بطلا مناهضا ومساندا للشعب والمعارضين للعسكر،

لم يكن له رأي شخصي في السياسة، لم يكن يستغل شخصية “البطل” الشعبي، مثل مارادونا أو فيلسوفا مثل كرويف،

أو ثائرا غاضبا مثل الفرنسي كانطونا أو على الأقل مثل الكاميروني إيطو.

إن بيلي كان مختلفا تماما، لقد عبّـر عن نفسه على أرض الملعب بطريقة كانت أكثر بلاغة من أي شيء، كان ثائرا ومناضلا بالكرة وفي الملعب، كان يحرك شعب البرازيل بالكرة.

لقد تألق بشكل أكثر سطوعا في عام 1970 ، كان كأس العالم والهدف 4 هدية وداع بيلي لكرة القدم.

لعب آخر مباراة له مع البرازيل في يوليو 1971 ولعب بقية مسيرته مع النادي مع سانتوس وانتقل إلى نيويورك كوزموس.

 

الوداع

الوداع

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.