ايقونة بريس:  عبد الاله بوزيد //
مرة أخرى صادق البرلمان على مجموعة من القوانين المتعلقة بقطاعات مهمة في غياب كبير لممثلي الشعب، البرلمان بقيمته وحجمه السياسي وبكل افتخار يعلن أن عدد الحاضرين للتصويت لم يتجاوز عددهم 92 كأن هؤلاء الجماعة هم وحدهم  الذين يمثلون الشعب المغربي بملايينه.

395 من المتغيبين، غير معنيون بما يجري في البلاد، كثير منهم راحوا للشواطئ الإسبانية، ومنهم من راح لتركيا ومنهم من راح قضاء الصيف في الشمال بتطوان وما جاورها.
ممثلو الشعب، صوت الشعب، شعارات فقط، لأن هؤلاء نقاشاتهم قليلة وأصواتهم منخفضة، ومواقفهم منعدمة، فلا هم مُشـرّعون ولا هم مراقبون على السلطة الحكومية، هؤلاء تحوّلوا إلى موظفين فوق العادة بدرجة ” الأعيان” لا يحاسبهم مشغلهم متى دخلوا أو متى خرجوا، يتقاضوا رواتبهم ” الكبرى” بلا عرق بلا جهد يبذلونه في التشريع والمناقشة الحقيقية للقوانين، لا يهتمون بما يجري من أحداث في الحسيمة ومناطق أخرى ولا يعرفون أي شيء عن المشاريع التنموية التي انطلقت منذ سنين ولم يتم بداية أشغالها، لا يعرفون ماذا يقع في الرياضة والتعليم والصحة، لا يعلمون غلاء المواد الغذائية ولا الحالة البيئية للشواطئ المغربية، لا يعرفون أن المشاكل الاقتصادية للدار البيضاء الكبرى ستؤدي إلى كارثة ولا أسباب أزمة السياحة في إقليم سوس وأكادير.
هذا مجلس “الأعيان” لا يسهم في ترسيخ الديمقراطية لا بل فإن هذا المجلس يعد تشويها للتمثيل الديمقراطي ويشكل حمولة زائدة على مؤسسات الوطن.
وسط هذا الحدث تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي بعدة ردود فعل تعبّر عن غضبها على هذا البرلمان الغائب، ومن بين الانتقادات الموجهة للبرلمان بعد تصويت 92 نائبا ، نشر الناقد السياسي عمر الشرقاوي، تدوينة على صفحته الشخصية  “فايسبوك” : ” ما معنى يغيب 300 برلماني عن جلسة التصويت على قوانين مهمة؟ يعني أن هناك : -استهتار بالمؤسسات – استهتار بالدستور- استهتار بأمانة الصوت- استهتار بمصلحة البلد”. وطالب الشرقاوي من الأمناء العامين للأحزاب أن يقدموا توضيحا على هذا العمل السلبي .
الوحيد من الأحزاب الذي تجاوب مع هذه القضية هو الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري: ” بالنسبة لنواب حزب الأصالة والمعاصرة حضر 53 من أصل 103اليوم أرسلنا استفسارا للجميع وأعاهدك ومن خلالك المواطنين ابتداء من الأسبوع المقبل نقوم بنشر أسماء وصور المتغيبين بدون عذر مقبول”.
مؤسف حقا أن يبقى الآخرون من الأحزاب في خيبتهم أمام الشعب، اليساريون والتقدميون والإسلاميون بلا صوت بلا شخصية وبلا مواقف ؟