العثور على باب “أكادير أوفلا” الذي يرجع تاريخه إلى عهد السعديين

©أيقونة بريس: هيئة التحرير //

الخميس 15أكتوبر 2020 التحديث في 14 :20//
أكادير، المعروفة بمدينة “الانبعاث” أعيد بناؤها مطلع الستينيات من القرن الماضي بعد الكارثة الطبيعية للزلزال الذي ضرب المدينة ليلة 29 فبراير من سنة 1960، والذي أتى على أحيائها العتيقة بالكامل ،


ولم تسلم منه إلا البنايات الإسمنتية، إلى جانب جزء يسير من موقع “أكادير أوفلا” ، المعروف أيضا لدى ثلة من المثقفين ب “أكادير إغير”.
فقد ظل هذا الحصن الاستراتيجي الرابض فوق تلة جبلية تطل على المحيط الأطلسي طيلة ما يزيد على ستة قرون يحتل أهمية كبرى كميناء منفتح على العالم، ومنفد للطرق القارية الرئيسية، وحلقة وصل تربط الصحراء بأوروبا وأفريقيا وآسيا، طبقا لما أوردته العديد من المصادر التاريخية، حيث تم تصنيف القصبة كتراث تاريخي مغربي سنة 1932 ، إلا أن الزلزال الرهيب لسنة 1960 أتى على الموقع الذي غدا منذ ذلك الوقت عبارة عن أطلال .
وبعد مرور ستين عاما على الهزة الأرضية الرهيبة، تقرر منح هذا الموقع، المشحون بالرمزية في تاريخ المغرب، حياة جديدة، وفي إطار من الاحترام الكامل للبروتوكولات الدولية المنظمة للتدخلات التراثية بعد الكوارث، ومن أجل فتح الموقع أمام الزيارة والترحم على الضحايا، حيث تقرر إدراج ترميم وتأهيل قصبة “أكادير أوفلا” ضمن مشاريع برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير للفترة 2020-2020 الذي تم التوقيع عليه في شهر فبراير الماضي، خلال حفل ترأسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس و هو المشروع الذي خصص له غلاف مالي قدره 120 مليون درهم.

انطلاق برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير للفترة 2020- 2020

وبخصوص تنزيل عمليات الترميم وإعادة التأهيل، فقد انطلقت هذه الأشغال ابتداء من فاتح يونيو 2020 بدراسة أثرية شاملة للأجزاء التي سيتم ترميمها من خلال استعمال التقنيات المعاصرة الخاصة بعلم آثار المباني التراثية المفقودة، ولا سيما التحصينات.
وحسب المعطيات المتوفرة لدى “شركة التنمية الجهوية للسياحة سوس ماسة”، فقد كرست أسابيع العمل السبعة الأولى (بين فاتح يونيو و23 يوليوز 2020) للحفريات الوقائية والعينات ذات الصلة، فضلا عن عمليات المسح في المناطق المحيطة لضمان بدء ترميم الأسوار بتوثيق مسبق كامل. كما تم بتاريخ 30 يونيو 2020 تفكيك نصب اللوحة التذكارية(stèle) المكتوبة باللغتين الهولندية والعربية على الرخام الأبيض، بتاريخ 1746، والتي صمدت في وجه عوامل الزمن منذ ذلك التاريخ.
أما بخصوص الأشغال التي انطلقت في غشت 2020، فهمت المرحلة الأولى من ترميم الأسوار والتي ستنفذ على مرحلتين. ومن المقرر أنه بمجرد إتمام عملية ترميم الأسوار، سيتم تثبيت منصة خاصة بالزيارة تمكن من الفهم الكامل لكل حلقة من حلقات تاريخ الموقع الأثري، علاوة على توفير إطلالة شاملة على المحيط أو المدينة، فضلا عن حماية التنوع البيولوجي الخاص بالموقع. ووضع نصب تذكاري بين المدافن التاريخية الثلاثة للقصبة، لاستقبال الجمهور الذي يود، في نهاية المسار، الترحم على ضحايا زلزال أكادير.
وإلى حدود يوم أمس الأربعاء،(14 أكتوبر 2020) فقد أسفرت الحفريات التي ما زالت متواصلة تحت إشراف فريق من الأركيولوجيين من المغرب وإسبانيا، على رأسهم البروفيسور مبروك الصغير، الأستاذ الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، عن إزالة الأنقاض عن المدخل الرئيسي للقصبة الذي لا زالت بوابته الضخمة السميكة مثبتة بطرفيه ، وهي مكونة من جزأين، أحدهما كغلق، والآخر مشرعا على النصف، حيث بقي على هذه الحالة منذ ليلة الزلزال، وقد لحقت بها بعض الأضرار بفعل بقاء البوابة تحت الأنقاض لمدة 60 سنة، مع ما تخللها من تسرب لمياه الأمطار.

باب قصبة ” أكادير أوفلا”

وخلال هذه الأعمال تم العثور على باب قصبة ” أكادير أوفلا” الذي يرجع تاريخه الى عهد السعديين (القرن 16)، بفضل التنقيبات والأبحاث الأركيولوجيية للفريق الباحث.


وقالت نعيمة الفتحاوي نائبة رئيس جماعة أكادير المفوضة في الشؤون الثقافية إن المأثر التاريخية القديمة التي تم اكتشافها بـ (منطقة أكادير أوفلا ) يعود تاريخها الى عهد السعديين.
وأوضحت النائبة ٬ أن الأبحاث مكنت من إكتشاف عن بقايا السور السعدي وعن الممرات “تِسْواك”، وعن محراب المسجد “تالِيمامْت”، وآثار صفوف المصلين، والمَيْضَأة “لْمْياضِي”: وفي الجهة الأخرى تم العثور على الرحى الكبيرة “أزْرْگ”؛ الذي كانت النساء يطحن فيه الحبوب في الجانب المقابل للبحر.
وبحسب الفتحاوي فإن باب القصبة (أَگُّور) الذي تم اكتشافه أيضا ؛ بقي شامخا ؛ بإحدى دفتيه باب سميك من الخشب بُنَّي اللون، تآكلت جنباته بفعل الزمن ومياه الأمطار المنسكبة الى الركام خلال ستين سنة خلت.

 

Print Friendly, PDF & Email