التيكواندو: فضائح الشواهد الدولية للجامعة

©عبد الإله بوزيد:

عندما نقرأ التاريخ الرياضي للجامعة الملكية لرياضة التيكواندو وخاصة بعد ذهاب الحاج تمّام وإحداث اللجنة المؤقتة ( بين سنة 99 و2000 ) ثم اختيار الهلالي بالطريقة الفوضوية وبتزكية أعضاء اللجنة الوطنية التابعة للوزارة ( المشريين) ،


لم يكن الفشل وليد الحركة الرياضية أو التيكواندو المغربي، بل بالعكس هو نِـتاج فشل القِـوى التي تـدَّعي التفوّق و صناعة الأبطال وأذكر منهم البعض :
النادي المركزي الرباط – وجمعية النجوم الرباطي “بن عبد الرسول” – جمعية يعقوب المنصور- السلام الرباطي – الملكي الرباط “الهلالي”– الوفاء الرباط – الحسني فاس- المغرب الفاسي – الكوكب فاس- المغرب المكناسي ” نور الدين” – الجيش الملكي – الكوكب المراكشي – الأندلس طنجة “حرفوش” – نادي تازة – المصلة تطوان “عـدُّو” – نادي الأمل بالبيضاء “المهداوي” –
وإذا بهم بعد الوصول إلى كراسي الجامعة نشروا الفساد والزبونية والمحسوبية والريع بكل ألوانه.
هذا التحوّل الخطير أثر سلبا على عامّة الجمعيات المغربية وخاصة الطبقة المتوسطة التي كانت العمود الفقري لهذه التكتلات على مستوى العصب الجهوية ( الآن تسمّى الجهات ) والتي كانت أمل الغالبية الكبرى في الرفع من المستوى التقني وكانت دائما تطالب في إرساء العدالة الرياضية بالتحكيم النزيه وبعدم الغش في عملية الميزان مثلا، وبرمجة المباريات ( كان فريق النادي اسماعيلي مكناس دائما يحظى ببرنامج يؤديه إلى النهايات وللتذكير صانع البرمجة هو يوسف بنعلي المربّج الصديق الحميم للسماعيلي ) وتطالب أيضا بالكرامة الإنسانية بتخصيص جوائز لها قيمة مالية وليس ورقة كرطونية تساوي 7دراهم في الطباعة تسمّى شهادة.
وهذا التأثير السلبي خلق نوعا من الإحباط واليأس تم استغلاله من طرف السيد الرئيس الهلالي لتنصيب رؤساء العصب الموالين له مقابل المتاجرة في امتحانات اجتياز الأحزمة بمختلف الدرجات. وطبعا هؤلاء سيكونون الدرع القوي في حملاته الانتخابية من أجل البقاء على رأس الجامعة من عهد القرن الماضي إلى القرن 21 واستعملوا لغة وكرّسوا الفساد والزبونية والمحسوبية ودعـموا مدربين تكوينهم ضعيف جدا وحكاما وحكمة واحدة المشهورة حاليا بكونها هي صاحبة مضلة المدير التقني للهلالي الفرنسي بويدو.
هذا الواقع أنتج جيلا من الذين فقدوا الثقة في الرياضة وفي سياسة الرياضة بصفة عامة.
عصابة العصب :
تحوّل رؤساء العصب إلى خـُـدّام الجامعة وتطبيق كل أنواع المؤامرات من أجل سلب أموال الجمعيات والممارسين وحتى الدعم المالي للسلطات المحلية ولنا أن نسأل من يستغل من الدعم المالي الذي تقدمه عامل العيون وأكادير عندما تقوم الجامعة بتنظيم تظاهرة رياضية هناك .
ومن جانب آخر، ما يزال الكثير من الممارسين ينتظرون توصلهم بشهادة اجتياز الأحزمة من الأسود وما فوق، وقد كانت الجامعة أطلقت برنامج هذه الامتحانات عبر العصب الجهوية ( كما أشرنا ) وكل مدرب يقدم لائحة بأسماء المرشحين، وكل مدرب له ثمن خاص به هناك من يطلب من المرشح ابتداء من 2500 درهم إلى 3000درهم فقط للحزام الأسود الدرجة 1 ، المدرب يقدم للعصبة 700 درهم ، وهي الحصة الخاصة للجامعة ، والعصبة تأخذ نصيبها تقريبا 200 إلى 300 درهم.
ترتفع حصة الجامعة حسب الدرجات فالدرجة 2 مقابلها 1200 درهم والدرجة 3 تساوي 1300 درهم ، أما الدرجات الأعلى من 5 وما فوق فعليك التفاهم مع الرئيس يجلبها من “كيكي وان” وتساوي الملايين .
لكن الذي لا تعلمه الطبقة الشعبية من الممارسين الذين يتقدمون لهذه الامتحانات أن الثمن الأصلي لهذه الشواهد تساوي 120 درهم من السوبر مارشي الدولي : كيكي وان.
وهنا تبدأ الخطة، الرئيس يتفق مع خادمه رئيس العصبة أن يسلم المدخول إلى مبعوثه الخاص أحد أعضاء الجامعة، وهكذا كما يقال “مريضنا ما عندو باس “، يتم اختفاء المبلغ، ويبقى المساكين ينتظرون الحصول على الشهادة التي ستأتي من كوريا : World Taekwondo Academy بمعنى آخر الأكاديمية الدولية للبزنس،.
السيد الرئيس يتقدم بطلب لمكتب الصرف لتأدية مصاريف الشواهد بالدولار، لكن ليس على 120 درهم.
من هذه الخطة تفجرت قضية امتحانات الرباط التي جرت في تمارة ( شهر ماي 2017 ) والتي اختفت فيها أكثر من 9 مليون . وحاليا تفجرت قضية عصبة مراكش تانسيفت التي يرأسها السيد ميخوظ منذ القرن الماضي، بعد اختفاء أكثر من 21 مليون.
كيف اختفت هذه المبالغ ؟ السِـرّ بين ميخوظ والهلالي.
ولا نستغرب إذا صوّت ميخوظ على الهلالي في الجمع العام المقبل للرئاسة إلى آخر العمر.


القانون لا يسمح بتداول هذه العمليات دون المرور عن طريق الحساب البنكي للعصبة أولا ثم تحويل المبلغ للحساب البنكي للجامعة، أما تسليم المبلغ هكذا في كيس من البلاستيك لأي شخص كان وبأمر من الرئيس ، فهذا يسمى المشاركة في جريمة السرقة والمشاركة في عصابة النصب والاحتيال .
في نفس السياق أذكركم بشهادة ” الكوتش” التي نظمتها الجامعة في 21 – 22 مارس 2015 بمسرح يعقوب المنصور ( وليس بالمعهد الملكي مولاي رشيد لتكوين الأطر) شارك فيه 1000 كوتش ، ثمن المشاركة 600 درهم، وفي النهاية وزعت عليهم الجامعة شهادة بدون بطاقة التدريب وقيمة الشهادة في المطبعة لا تتعدى 10 دراهم ( سأعود لهذه القضية بالتفصيل في ورقة خاصة ).
ما وصفنا هما من هذه الاختلالات فهي موجودة وقائمة في جميع العصب منها عصبة العيون ووجدة وأكاديروطنجة والدار البيضاء،،، وما خفي أعظم.
لقد أصبحت “منظمة” الجامعة، تتجه شيئا فشيئا لترجمة الأهداف النيو- لبرالية، فتحوّلت إلى التعبير تشريعا وممارسة بما يتلائم مع هذه الهيمنة الجديدة، من أجل تكريس الشكل الجديد للاستغلال، استغلال الطبقة الشعبية من الرياضيين.
يا سادة، لا تغلقوا أعينكم وأدمغتكم وصوتكم، لا تحشروا كرامتكم في الزاوية.
عذرا فمدرسة التيكواندو والرياضة بصفة عامة تضم أطرا ومثقفين وخميرة من الشرفاء والنظيفين، عمقهم إنساني في ترجمة الحب الرياضي إلى خدمة الوطن،.
لا ننسى بمناسبة الذكرى الـ20 لتربع الملك محمد السادس على كرسي العرش، أكد في الخطاب الملكي على وجوب وجود نخب قادرة على التفاعل مع مشاريع المرحلة الجديدة التي تتطلب كفاءات بمختلف مناصب المسؤولية.
وعيّن شكيب بنموسى وكلفه برئاسة اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي اللجنة التي تضم كفاءات عالية .
يا سادة علينا أن نتعامل بكامل الصرامة مع هذا الزمن البائد الذي تعيشه هذه الجامعة التي لا تتماشى مع السياسة التي يقودها ملك البلاد.
نحن الآن في حاجة ماسة للتغيير واختيار شخصية جديدة من الكفاءات لإعادة الأمل للشباب لكي ينخرط في علمية بناء الحقل الرياضي من جديد .
فالرياضة تدبيرها تشاركي ، ومجتمعي ، وفي النهاية حضارة الأوطان.

هذا نموذج من مستوى خُـدّام الجامعة ،،، انتهى الكلام

Print Friendly, PDF & Email