إيطاليا قدمت لنا ” سبـّاكيتي ” باردة بلا مذاق

رأي بقلم : عبد الاله بوزيد
نتذكر الهزيمة التي تقاها منتخب ايطاليا في دورة 2012 امام اسبانيا : 4 – 0 ، هزيمة كانت قاسية وكانت مـُخجِلة لكرة القدم الايطالية.
طيلة مدة 4 سنوات لم يبلع الطليان هذه الضربة القوية، وعندما جاءتهم المباراة في هذه الدورة ضد اسبانيا ، كان الكثير يراهن على أن الاسبان سيُعيدون نفس العملية لأن منتخب ايطاليا ظهر بفريق جديد مغمور وظهر عليه بعض التعثرات في المباريات الاولى.
لكن في الظل كان المدرب كونتي يرفع من معنويات فريقه، وترك لهم في سمعهم جملة ستبقى خالدة عند هذا الجيل الشاب، قال لهم : “إن رد الاعتبار للإسبانيين يجب أن نقدمه لهم في صحن بارد”. وعند الطليان هذه المقولة معروفة بصيغة اخرى كما ان لكل شعب أقواله الشهيرة التقليدية، والجملة الشهيرة عند الايطاليين هي ” الانتقام يكون في صحن بارد” والمدرب كونتي زاد تغييرات على الجملة كما فعل على المنتخب ، حيث استقدم لاعبين جلهم مغمورين وزرع فيهم روح وتجربة 4 لاعبين من القدامى كلهم من خط دفاع جوفونتوس يتقدمهم الحارس بوفون .
صحيح ان الشوط الاول خلق الارتباك في صفوف اسبانيا واستغله لاعبو ايطاليا ليحافظوا على توازن القوة لكن الشوط الثاني استعاد فيه المنتخب الاسباني شخصيته وهدد في 4 مرات الحارس بوفون الذي يمكن القول هو ” ايطاليا ” فلو سجل الاسبان هدفا واحدا على بوفون لانهار الفريق بأكمله لأنه كان هو الثقة والأمان للجميع.
ظهر أن المدرب كونتي اعتمد على تطبيق القوة الكاملة التي اشتهرت بها الكرة الايطالية وهي : الحائط الدفاعي، وهذه المرة وضع في الصحن اكلة ” سباكيتي ” المشبـّكة والمخبـّلة الخيوط ، والمعروف ان لا أحد يعرف أكل ” سباكيتي ” بسهولة سوى الطليان.
ليست اسبانيا وحدها هي الخاسرة بل الجمهور وعشاق الفن والمتعة في كرة القدم الاستعراضية الجميلة، أما ما قدمه الطليان فهو صحن بلا مذاق بلا لذة.

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.