إسبانيا : حزب VOX يريد طرد المهاجرين والمسلمين

©أيقونة بريس: كتب :عبد الإله بوزيد //

لا شك أن المكاسب الكبرى التي حققها حزب فوكس – VOX ستكون إحدى أكثر القضايا المطروحة للنقاش. وكانت إسبانيا في العقد الماضي تبدو مُحصّـنة ضد الانتشار الذي يحققه اليمين المتطرف في أنحاء القارة العجوز، ولم تكن الديكتاتورية العسكرية للجنرال فرانكو قد تلاشت بعدُ من أذهان الكثيرين. 


لكن ها هو حزب فوكس- VOX قد رسّخ موضع قدمه كقوة أساسية في مضمار السياسة الإسبانية.
وعمدت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، إلى موقع تويتر لتهنئة حزب فوكس على ما أحرزه من انتصار كبير.
كما أعرب الإيطالي ماتيو سالفيني من الحركة الشعبوية في بلاده عن سعادته جرّاء النجاح الذي حققه حزب فوكس.
وغرّد سالفيني على تويتر قائلا: “ليست عنصرية ولا فاشية نهائيا. في إيطاليا كما في إسبانيا، كل ما نريده هو أن نعيش بسلام في أوطاننا”.
أخطاء السياسة الإسبانية :
حزب VOX ، وهو حزب “القومي المتطرف المناهض للهجرة والمسلمين” تم إنشاؤه في 2014 بعد الانفصال عن حزب اليمين الشعبي ( PP ) والذي يريد أن يجعل إسبانيا تنضم إلى دول أوروبية أخرى تشهد صعود أحزاب “اليمين المتطرف” مثل إيطاليا .
في هذا الاتجاه يرى Astrid Barrio أستاذ علوم السياسة بجامعة فالنسيا ، الذي يقول إن “السياسة الإسبانية ، التي عرفها منذ فترة طويلة تعتمد على مشهد واحد ينقسم بين الحزبين التقليديين : اليسار واليمين ، أما الآن برزت بشكل واضح أيديولوجية القومية ، مع Vox كأوضح إجابة للكتالانيين. “
وهكذا، تؤكد الانتخابات الرابعة التي جرت يوم الأحد ( في أربعة أعوام) “تأثير الصراع الانفصالي الكتالوني على السياسة الوطنية” ، وهذا ما زاد في تعقيد صورة السياسة المركزية ( مدريد) التي مرة يقودها حزب اليمين ( PP ) ومرة حزب اليسار ( PSOE) واستغلت الحركات المتطرفة من البروز وتقوية حضورها برفع شعارات ضد سياسة الحزبين التقليديين، وقدمت البديل في إيديولوجية اليمين المتطرف الذي ظهر في أوروبا .
الحالة الأخرى التي أضعفت صورة الحزب الاشتراكي ، هي قرار تنقيل رفاة جثة فرانكو، فالحكومة الاشتراكية الحالية، التي أتت للحكم في يونيو الماضي، جعلت نقل رفاة فرانكو على رأس وعودها.
وتريد الحكومة أن يصبح “وادي الشهداء “مكاناً لإحياء ذكرى ضحايا الحرب وتقديرهم” وترى أن وجود رفاة فرانكو في هذا الضريح إهانة للديمقراطية الناضجة.
لكن أسرة فرانكو (التي عارضت بشدة هذا النقل، تقول إنه يجب نقله إلى مدفن العائلة في كاتدرائية “المودينا” في قلب مدريد. وتدخل الفاتيكان باعتبار أن الكاتدرائية تابعة للكنيسة الكاثوليكية، ورفض طلب عائلة فرانكو وساند رأي الحكومة بالبحث عن مكان آخر حفاظا على أمن الكنيسة من ضحايا جرائم فرانكو.
الوجه القبيح ل VOX
ونعود للحديث عن اليمين المتطرف الذي عارض قرار الحكومة والفاتيكان، لأن أنصار الحركات المتطرفة يقدّرون الديكتاتور فرانكو ويعتبرونه رمزا وطنيا لهم.
ومن هنا بعد نقل رفاة فرانكو ارتفعت شعبية حزب ( VOX) الذي استغل الحدث، ويمكن القول أن قرار الحكومة بنقل رفاة جثة فرانكو كان موعده وتاريخه غير مناسب لأنه تزامن مع الانتخابات ومع الاصطدامات في برشلونة مع المطالبين بالانفصال.
لا تختلف توجهات فوكس- VOX عن توجهات الأحزاب اليمينية المتشددة في القارة الأوروبية مثل الجبهة الوطنية في فرنسا والبديل لألمانيا والتي أغلبها ضد اللاجئين والمهاجرين والمسلمين وتعارض اتفاقيات مؤسسات الاتحاد الأوروبي في مقدمتها فتح الحدود ( شينغن) واتفاقيات الفلاحة والصيد البحري.
ويقول نائب رئيس الحزب: “إن إسبانيا هي التي أوقفت منذ العصور الوسطى انتشار الإسلام وتوسعه ، بعد القضاء على الوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبرية مع سقوط غرناطة عام 1492.”
كما يتبنى (VOX) مواقف مناهضة للإجهاض والمثليين والمتحولين جنسيا وحقوق المرأة.

Print Friendly, PDF & Email