منتدى الأعمال المغرب-إسبانيا يسلط الضوء على تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية
©أيقونة بريس: هيئة التحرير //
2023/02/01- التحديث في 23/02/02 – 00:44:
ليس هناك شك في أن مرحلة تاريخية جديدة تفتح في العلاقات بين المغرب وإسبانيا في كل شيء. ليس فقط في الجانب السياسي، بعد التغلب على الأزمة الأخيرة، الأعمق في السنوات الأخيرة ،
بعد الموقف الإسباني من الصحراء المغربية، ولكن هذه المرحلة تاريخية أيضا بسبب التطور في العلاقات الاقتصادية.
كان الاجتماع الرفيع المستوى: الثاني عشر (القمّة) الذي عُـقد في الرباط يوم الخميس، بمثابة افتتاح غير رسمي للاحتفال بمنتدى الأعمال، الذي اختتم بحضور رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش رفقة رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز.
وسلط فيه بيدرو سانشيز الضوء على كيف أن تطبيع العلاقات الثنائية سيجلب أيضا الازدهار لكلا البلدين ويعزز علاقاتهما التجارية.
وشـدّد رئيس السلطة التنفيذية الإسباني على «الأهمية الفريدة» لاجتماع الأعمال في عاصمة المملكة المغربية،
وذلك على وجه التحديد بسبب الأهمية التي توليها إسبانيا في العلاقة مع المغرب، ولأنه يحدث في إطار القـِمّـة الرفيعة المستوى، التي لن تعمل فقط على إعطاء «دفعة جديدة» للتعاون الثنائي، ولكن «تعزيز الاتفاقات المعتمدة» مع الملك محمد السادس في 7 أبريل، وصف رئيس الحكومة الإسباني هذه القـمّـة :
“فتح مرحلة جديدة” تسمح “بالاستفادة من كل الإمكانات التي توفرها العلاقة” بين إسبانيا والمغرب على “أساس متجدد من الثقة والامتثال للاتفاق والاحترام والتفاهم المتبادل”.
وأضاف أن مدريد والرباط تشتركان في “الطموح” لبدء هذه المرحلة الجديدة التي ستؤدي إلى توقيع ما مجموعه 24 اتفاقية.
وهذا أمر هام كما يتضح من مشاركة وفود كبيرة من كلا الجانبين. إذ، يرافق رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز 11 وزيرا –
ونائبا رئيس الحكومة: وزيرة الاقتصاد ، ووزيرة التحول الإيكولوجي، ناديا كالفينيو وتيريزا ريبيرا،
ومسؤولو الشؤون الخارجية والداخلية والصناعة والنقل والإدماج والزراعة والتعليم والثقافة والعلوم –
ولا أحد من حزب “يونيداس بوديموس”.
ولن ترافق الوفد وزيرة العدل، بيلار لوب، لانشغالها بتهيئ مشروع قانون حول المساواة بما يسمّى ( sí es sí ) .
وقال سانشيز “كلما كانت العلاقة بين المغرب وإسبانيا أفضل، كان ذلك أفضل لإسبانيا والمغرب وأوروبا، ولشركاتنا ولمواطني البلدين”، مدافعا عن التحوّل في الموقف الإسباني،
وأضاف: “سنُروّج لشراكة اقتصادية متقدمة جديدة ستسمح لنا بتوليد الثروة والازدهار للعائلات والشركات في كلا البلدين”.
الحقيقة هي أن هذه القـمّـة رفيعة المستوى ( الثانية عشرة) بدأت باتصال هاتفي، من الملك محمد السادس، إلى رئيس الحكومة الإسباني يوم الأربعاء، ودعاه الملك إلى زيارة رسمية جديدة إلى الرباط، –
واتفق الجانبان على “مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين” واتفقا على أن القمّة “ستكون ناجحة” وتساعد على “تعزيز المرحلة الجديدة” في العلاقات الثنائية.
وكان في استقبال بيدرو سانشيز في مطار العاصمة الرباط، رئيس الحكومة عزيز أجانوش، الذي رافقه أيضا إلى منتدى الأعمال.
تحديث الاقتصاد المغربي
رئيس الحكومة المغربية يشيد ب”شجاعة” الحكومة الإسبانية
في الاعتراف بمغربية الصحراء
في منتدى الأعمال، تدخل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي أثنى أيضا على بيدرو سانشيز وشكره بغزارة على دور حكومته في النظر إلى قضية المغاربة جميعا “الصحراء المغربية”:
“تشهد العلاقات الثنائية مرحلة جديدة في إطار دعم حكومتكم للمخطط المغربي للحكم الذاتي . لقد امتلكت إسبانيا الشجاعة لتبني رؤية تاريخية وواقعية، والتي نُقدِّرها هنا”.
باختصار، تم الآن افتتاح مرحلة جديدة يعتزم فيه البلدان التقدم في «أفق من الازدهار المشترك، من الثقة والحوار والصداقة»، على حد تعبير بيدرو سانشيز.
انطلقت “القمة 12” ، وهي الأولى التي تنعقد منذ ثماني سنوات – آخرها كانت في مدريد ، في عام 2015 ، مع رئيس الحكومة السابق ماريانو راخوي (حزب اليمين الشعبي P-P) – ، وفقا للسلطة التنفيذية الإسبانية ستكون لأجل:
“وضع الأسس المتينة” للعلاقة الثنائية الجديدة التي تسعى إلى عدم إعادة إنتاج أي أزمة جديدة، لأنه يتم توضيح آليات مراقبة جديدة، بقيادة وزيري الخارجية المعنيين، ولأن الحوار بين مدريد والرباط يقدم مقاربة شاملة”.
وأشاد سانشيز بمسلسل “تحديث” الاقتصاد المغربي، الذي يعزز مكانته كبلد “مرجعي” في إفريقيا من أجل “استقراره السياسي والمؤسساتي”،
وهو شرط “أقره المجتمع الدولي” و”أساسي لتعزيز البنية التحتية والاستثمار العام” الذي تعتزم الحكومة جذبه.
وقال إن ازدهار البلدين سيدعمه “الدعوة المشتركة للانفتاح الاقتصادي”.
وفي هذا السياق، فإن الاتفاق على «تطبيع مرور الأشخاص والبضائع عبر المراكز الجمركية البرية والبحرية يكتسب أهمية كبيرة»،
كما أكد سانشيز، بالنسبة لإسبانيا، يُـعـدّ فتح مكتب جمركي تجاري في سبتة خطوة كبيرة، وهو ما لم يكن موجودا أبدا، وإعادة فتح مليلية بعد خمس سنوات.
الصادرات الإسبانية إلى إفريقيا تتجه عبر المغرب
تضاعفت 9,870 مليون بين يناير وأكتوبر 2022
المغرب هو ثالث أكبر شريك تجاري لإسبانيا، خارج الاتحاد الأوروبي، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وأشار سانشيز إلى أن أرقام الصادرات «تنمو»، ليس فقط من حيث القيمة المطلقة، ولكن أيضا من حيث وزنها في القارة الأفريقية ككل.
وهكذا ، بين يناير وأكتوبر 2022 ، كانت 55.4٪ من الصادرات الإسبانية إلى إفريقيا متجهة إلى المغرب.
إنه “تحقيق اتجاه واضح”، حيث ضاعفت إسبانيا في العقد الماضي صادراتها السنوية إلى المغرب، حيث وصلت إلى رقم 9,870 مليون يورو في الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي.
وقال رئيس الحكومة الإسباني إن الواردات الإسبانية شكلت أيضا «ركنا» جديدا في أكتوبر 2022، بزيادة قدرها 21٪، لتصل إلى 7,371 مليون.
وأضاف أن أهمية الروابط التجارية والاقتصادية تقاس أيضا بمتغير آخر: 17600 شركة إسبانية تصدر إلى المغرب. والآن، مع انفتاحها على الخارج، يمكن للمملكة المغربية “أن تلعب دورا رئيسيا للشركات الإسبانية كمنصة للدخول إلى أفريقيا”.
ووفقا لبيدرو سانشيز، هناك 674 شركة إسبانية برأس مال مغربي لا يقل عن 10٪، ولتعزيز وجودها يعتقد أنه “من الضروري الاستمرار في إزالة الحواجز أمام التجارة والاستثمار،
مما يجعل اليقين القانوني الأداة الرئيسية للعلاقات الاقتصادية”.
موضوع له صلة :
المغرب-إسبانيا : بيان مشترك لمرحلة جديدة من الشراكة بين البلدين
مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.
فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.