فرنسا : الرؤية السياسية وتداعيات الإرهاب

بعد هجومين لمتشددين في باريس قتل فيهما 17 شخصا في يناير عام 2015 خرجت مجلة (دار الإسلام) التي يصدرها تنظيم الدولة الإسلامية باللغة الفرنسية وعلى غلافها برج إيفل والعنوان الرئيسي “لعنة الله على فرنسا”.
واستهدفت فرنسا مرة أخرى في نوفمبر 2015 عندما قتل 130 شخصا في هجمات بقنابل وإطلاق نار في باريس ، كما استهدفت مجددا ليلة الاحتفال بالعيد الوطني 14 يوليو في مدينة نيس حيث قتل 84 شخصا على الأقل عندما دهست شاحنة حشودا من المواطنين كانوا يتابعون عرض للألعاب النارية.
وقال رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس يوم الجمعة 15 يوليو الجاري “الإرهاب …خطر يثقل كاهل فرنسا بشدة وسيظل هكذا لفترة طويلة” متعهدا في الوقت نفسه بالرد.
والأسباب التي تجعل فرنسا هدفا رئيسيا للجماعات الإسلامية المتطرفة تتراوح بين عملياتها العسكرية الحالية وصولا إلى الحملات الصليبية من القرن الحادي عشر حتى القرن الخامس عشر-وذلك على الأقل في دعاية تنظيم الدولة الإسلامية-عندما حارب المسيحيون المسلمين في الشرق الأوسط.
كما تتبع الدولة-التي تضم أكبر أقلية مسلمة في أوروبا-ثقافة علمانية راسخة تهمش دور الدين في الحياة العامة وتجسدت في حظر النقاب في الأماكن العامة والحجاب في المدارس الحكومية ودوائر الخدمة المدنية.
ويقول المؤيدون لذلك النهج إنه يشجع الهوية الفرنسية المشتركة لكن المنتقدين يقولون إنه يعزل الأقليات غير المسيحية التي ترى الكثير من آثار الهوية التقليدية الكاثوليكية لفرنسا، مثل العطلات الرسمية في عيد الميلاد وعيد القيامة دون توفر مساحة تذكر بالنسبة لتلك الأقليات.

ابرز الهجمات في فرنسا
عمليات عسكرية:
بعد هجمات باريس قال تنظيم الدولة الإسلامية إن فرنسا والدول الأخرى التي تحارب بجانبها ستبقى مهددة ما دامت تواصل “حملتها الصليبية” في سوريا والعراق.
ونفذت فرنسا ضربات جوية وعمليات للقوات الخاصة ضد التنظيم وتدرب القوات الحكومية العراقية والكردية. وتعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتكثيف تلك الجهود ضد الدولة الإسلامية ردا على هجوم نيس. وتنشر فرنسا قوات أيضا في غرب أفريقيا حيث تساعد في التصدي لإسلاميين متشددين في عدة دول. وفي 2011 لعبت فرنسا دورا أساسيا في الضربات الجوية التي قادها حلف شمال الأطلسي في ليبيا أثناء محاولة المعارضين المسلحين الذين أيدتهم الإطاحة بمعمر القذافي.
وهذا الدور النشط في الشرق الأوسط وأفريقيا يعود إلى الدور الاستعماري الفرنسي السابق هناك.
على الجبهة الداخلية:
وبينما تحد السياسات الصارمة من المظاهر الدينية في الحياة العامة فهناك سياسات داخلية أيضا في فرنسا تغضب جميع المسلمين كيفما كانت توجهاتهم. ويشكو البعض من مسلمي فرنسا البالغ عددهم ما يقارب 6 ملايين نسمة – بما يمثل نحو ثمانية بالمئة من السكان – من التمييز- ضدهم في المعاملة ويعيش الكثير من المسلمين في الضواحي الأشد فقرا في المدن
الكبرى تمسى أقفاص الأرانب.
ويشعرون أن فرنسا تتبنى نهجا قاسيا غير عادل تجاه دينهم بحظرها للنقاب والحجاب. ويتذرع كثير من مطاعم المدارس العامة بالحياد الرسمي للدولة لترفض تقديم الوجبات المطابقة للشريعة الإسلامية.
والتقليد الفرنسي القائم منذ أمد بعيد والذي يستخدم السخرية السياسية وامتد لهجاء الدين كان السبب الذي قدمه إسلاميون متشددون مبررا لهجومهم على اجتماع تحريري في مجلة شارلي إبدو العام الماضي والذي قتلوا خلاله 12 شخصا.
وقال آلان باوير أخصائي علم الجريمة لراديو (آر.تي.إل) “التعددية في أساليب العمليات هي ما يميز تنظيم الدولة الإسلامية … يستخدمون كل شيء ويفعلون ذلك حسب ما تقتضيه كل حالة.. وليس بطريقة تقليدية على الإطلاق.”

Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.