الزلزال

الدمار والخوف والهروب الجماعي من المنازل بسبب الزلزال

©أيقونة: تغطية عبد الرحيم لحبابي- مبارك أكرم//

‏09‏/09‏/2023 التحديث في 32:13:

الواقعة الكارثية التي هزت المملكة المغربية في ليلة الجمعة -السبت 9سبتمبر 2023، حيث ضرب زلزالٌ قويٌ بقوة 6.8 درجة مناطق عدة في المغرب، مخلفاً وراءه خراباً هائلاً وخوفاً عميقاً في نفوس السكان.

في هذا الصدد وصف مؤثر للدمار الذي لحق بمركز الزلزال إقليم الحوز والقرى والدواوير التابعة للإقليم بكامله، هذه الكارثة دفعت إلى الإسراع وبذل جهود بطولية التي نظمتها السلطات المغربية لإنقاذ الناس ومساعدة المتضررين.

أيضاً دور وسائل التواصل الاجتماعي طيلة الليل في نقل الأخبار والتواصل في مثل هذه الظروف الطارئة،

وصف الزلزال وأثار الدمار

في خضم الصدمة والدمار الذي هز الناس في الأقاليم والمدن البعيدة وحول مركز الزلزال الذي أصاب المغرب، وصف الناس في جميع أنحاء البلاد الخوف من المزيد من الهزات الارتدادية والارتباك على نطاق واسع.

– شهادات حول الخوف ليلة الزلزال
حول هذا استقينا بعض الشهادات :”في الثواني القليلة الأولى ، لم تعرف ما يحدث.

كنت أشتغل على الكوبيوتر، وزوجتي المريضة تعيش بجهاز التنفس، كانت تستعد للنوم، نادتني وهي مصدومة بالخوف.
ساعدتها بسرعة على تغطيتها بلباس غليظ، واتجهنا إلى الخارج بعد أن ساعدنا جارنا، لكننا لم نكن متأكدين مما كان من المفترض أن نفعله،
حتى نسيت حمل آلة التنفس المحمولة ثم عدت للبيت الذي ظل مفتوحا وحملت هاتفي ، وما يلزم زوجتي، خاصة الماء والدواء ” ،
قال سعيد السالمي، وهو أستاذ خبير في الإعلاميات، يقضي أسبوعا من عطلته مع زوجته في مراكش، المدينة الرئيسية الأقرب إلى مركز الزلزال : الحوز.
وفي هذا الحال نذكر هنا أن الزلزال وقع بعد وقت قصير من الساعة 11 ليلا، مما أدى إلى انهيار ودمار المباني الحجرية وبعض القطع من مِـئذنة شاهقة لمسجد في وسط ساحة جامع الفنا،
وتسبب الزلزال في حالة من الذعر على نطاق واسع بعيدا عن بلدة إيغيل الريفية في جهة الحوز، على بعد 44 كلم جنوب مراكش.

– تأثير الدمار على المدن والقرى
من جهة أخرى أظهرت الصور دمارا واسع النطاق في أنحاء مراكش، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو،

حيث تقع مجمعات سكنية جديدة على حافة المدينة المترامية الأطراف على حدود شبكة من الأزقة المظللة بالمباني التاريخية والمزخرفة.

وأدّى الزلزال، الذي قدرت قوته بنحو 6.8 درجة، إلى سقوط ألواح حجرية على الأرض،

مما أدى إلى تراكم أكوام من الأنقاض في الشوارع مع فرار الناس المذعورين وقضاء الليل على الرصيف وفي الساحات خوفا من العودة إلى منازلهم.

ومع بزوغ فجر السبت، هرع الناس للاطمئنان على جيرانهم وسط حالة من الارتباك والخوف بشأن ما إذا كانوا سيبقون في العراء أو يحتمون من الهزات الارتدادية المحتملة وارتفاع درجات الحرارة في أوائل سبتمبر

الدمار

مئذنة مسجد تقف خلف المنازل المتضررة في أعقاب الزلزال الذي وقع في مولاي إبراهيم. تصوير: فاضل سينا / أ ف ب / جيتي

– تأثير التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ليلة الزلزال
في الواقع من الصعب التعرف على كيفية إدارة الأمور. الناس يحاولون معرفة الأخبار عن طريق الهاتف وما يروج عبر شبكات التواصل الاجتماعي،

لأن التلفزة كانت تواصل نقل “السهرة الأسبوعية” والإذاعات أغلبها ينشر برامج مسجلة .

غياب المعلومة والخبر الصحيح من 11 إلى 2 صباحا جعل المواطنين لايعرفون تماما مدى الضرر وقوة الفاجعة – هذه هي المشكلة الرئيسية.

لقد كانت الأخبار عبر ما ينشره الناس سواء في “تويتر” أو “فايسبوك” وقناة الجزيرة التي كانت هي الوحيدة التي تنشر الحادث من مراكش .

ووصف أستاذ الاجتماع عمرو علي، الذي يعيش في مدينة الدار البيضاء ، كيف هزت قوة الزلزال منزله.
“تعرفت زوجتي على ما كان يحدث. ونظرا لأن لديها خبرة قليلا في الزلازل والكوارث الطبيعية، فقد ركضت واختبأت تحت الطاولة، لذلك فعلت الشيء نفسه.
ذهبت أيضا لإغلاق الغاز. بالطبع، كان الأمر مُخيفا. الجزء الوحيد المطمئن هو أن لا شيء في البيت كان يسقط، ».

أثار الدمار

الدمار

“ثم فتحنا الأبواب الأمامية وكان الجميع يركضون في محاولة للإخلاء، كان كل شيء فوضى، بعض الناس خرجوا بملابس خفيفة كانوا يرتدونها ونزلوا إلى الشارع.

الجميع كانوا يتحدثون عن كيف شعروا وأحسوا بالهزة الأرضية،”.

في المقابل في العاصمة الرباط، على بعد أكثر من 315 كلم من مركز الزلزال، وصفت لبنى رايس، العاملة في مجال التنمية، كيف اعتقدت أنها على وشك الموت في منزلها، وكانت لا تزال تعالج صدمة الهزات المفاجئة والعنيفة في اليوم التالي.

الزلزال

– جهود الإنقاذ وتحديات أثار الدمار
وبمجرد انتهاء الهزات، ظل الخوف مسيطرا وقائما، الخوف من مخلفات الدمار وخاصة في المناطق الأقرب إلى مركز الزلزال، الذي يقع في منطقة نائية داخل سلسلة جبال الأطلس.
غالبية السكان الذين سيكونون الأكثر تضررا هم أولئك الذين يعيشون في المناطق الجبلية، في المناطق الريفية ( الدواوير )،

والذين لديهم بالفعل القليل جدا من وسائل العيش، وأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الخدمات الأساسية.

بكل تأكيد ستكون الساعات ال 48 الأولى حاسمة. وما يزال بإمكان السلطات المغربية إنقاذ الناس. وبالمقابل هناك صعوبات كبيرة جدا ستعطل الإسراع في عمليات الإنقاذ.

يجب أن نعلم أن الطرقات والممرات إلى المناطق المنكوبة في الجبال والدواوير مغلوقة بالكامل بسبب ركام الحجارة والصخور الكبيرة، وممرات أخرى تعرضت للشقوق وتتج عنها حفر كبيرة .

– تاريخ الزلازل في المغرب
في السياق نفسه نذكر، أن المغرب عاش زلزالا بلغت قوته 5.8 درجة في مدينة أكادير الساحلية في الجنوب عام 1960 ، مما أسفر عن مقتل ثلث سكان المدينة ، أي ما يقدر بنحو 15000 شخص.

وفي عام 2004، ضرب زلزال بقوة 6.3 درجة مدينة الحسيمة على الساحل الشمالي للمغرب، مما أسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص وتشريد الآلاف.

كلمة أخيرة :
وعلى الرغم من القوة غير المتوقعة لزلزال ليلة الجمعة- السبت، بدأ الكثيرون يتساءلون عما إذا كان قرب المغرب من خطوط الصدع وتاريخ الزلازل،

يعني أن الدولة كان بإمكانها فعل المزيد لإعداد السكان لكارثة بهذا الحجم، خاصة في القرى النائية.

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.