القمة الخليجية 2021: إعلان إنهاء المقاطعة مع قطر

©أيقونة بريس: هيئة التحرير //

الثلاثاء 05 يناير2021 التحديث في 00،10 //
تم التوقيع على اتفاقية فتح الحدود البرية والبحرية والجوية بين المملكة العربية السعودية وقطر اليوم في قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وبهذا تمت إعادة العلاقات ورفع الحصار والقطيعة التي تم تطبيقها على قطر لمدة أزيد من 3 سنوات ، من طرف السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في حين لم تنظم لهذا الحصار الكويت وسلطنة عُمان.
ولعبت الكويت دورا أساسيا لعودة العلاقات بين هذه الدول وقطر، وكان زير الخارجية الكويتي أحمد ناصر محمد الصباح هو أول من أعلن يوم أمس عن رفع الحظر الذي فرضته دول الخليج على قطر وفتح الحدود البرية والجوية ابتداء من ليلة أمس الإثنين.

الإمارات رسالة إيجابية:

قال محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، الإثنين، في تغريدة على “تويتر”: “نحن أمام قمة تاريخية بامتياز في العلا نعيد من خلالها اللحمة الخليجية «نحن عشية قمة تاريخية نستعيد فيها وحدة الخليج. أولويتنا هي أمن واستقرار وتنمية شعبنا ودولتنا”.

وأشار قرقاش إلى أنهم يسيرون على الطريق الصحيح، لكنهم بحاجة إلى العمل بجدية أكبر.
وفي حديثها إلى أكسيوس – Axios ، قالت مصادر مقربة من السعودية إن قطر والسعودية تعتبران الصفقة “بادرة” لإدارة دونالد ترامب وأن هذه الدول تستعد لفتح صفحة نظيفة لإدارة الرئيس الجديد. الأمريكي جو بايدن.

كوشنر صاحب الصفقات :

كما أن كوشنير مستشار وصهر ترامب كان من وراء هذه الصفقة بين قطر والسعودية، وكان قد زار السعودية مؤخرا مع مسؤولين كبار في محيط الرئيس ترامب وبعد النقاش مع القيادة السعودية قام المسؤولين المرافقين له برحلة سريعة لقطر وفتحا النقاش مع أمير قطر وجرت اتصالات مباشرة عبر تقنية إلكترونية ليشارك النقاش كل كوشنير والقيادة السعودية مع أمير قطر، قصد ترتيب الاجتماع في القمة الخليجية ونقط الخلاف والنقط التي سيتم مناقشتها في المؤتمر. وتعهد الجانبين أمام كوشنير بتوقف الحملة الإعلامية .

كيف بدأت أزمة الخليج؟

بدأت التطورات التي أدت إلى أزمة غير مسبوقة في دول الخليج بعد أن أصدرت وكالة الأنباء القطرية ، تصريحات معادية للولايات المتحدة ودعماً لأمير قطر الشيخ تميم ، ليلة 23. مايو 2017.

وأصدرت الدوحة بيانا رسميا توضح فيه أن نظام البرمجة للوكالة القطرية للإعلام قد تعرض لهجوم إلكتروني ” هاكر” ، ونفى البيان كل ما نشره ” الهاكر” لم يصدر من طرف الأمير الشيخ تميم مثل هذا التصريح. ومع ذلك ، واصلت وسائل الإعلام الإماراتية والسعودية والمصرية تكثيف برامجها بما يتماشى مع انتقادات قطر لهذه القضية.

عندما أشارت التقويمات إلى 5 يونيو ، أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين أنها أنهت علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة في الصباح وأغلقت مجالها الجوي مع قطر. مع إغلاق البوابة البرية الوحيدة لقطر أمام العالم الخارجي عبر الرياض ، وطالبت السعودية والإمارات مواطنيها المتواجدين بقطر بالعودة لبلادهم في ظرف 14 يوما وإلا تسقط عنهم الجنسية، وكان من بينهم عائلات متزوجة وعدد من رجال الإعلام ورجال الدين . وتم رفض دخول الوفد القطري لمناسك الحج . وهكذا بدأت أكبر أزمة دبلوماسية في الخليج.

الموقف الأمريكي الرسمي وموقف ترامب الشخصي :

لم يكن الوقف الأمريكي واضحا من هذا الحدث البارز في الخليج ، الرئيس ترامب عبّر عن رأيه كالعادة عبر حسابه الشخصي ” تويتر” وقال : كنت على علم بما سيجري ، وأنا أؤيد ما يحصل ” لكن في الحقيقة لم يكن يريد إحراج السعودية التي قدمت له هدايا مالية كبيرة جدا تركت ضجة عالمية . وكان في المقابل استقبل الأمير تميم على انفراد.
من جهة أخرى كان الموقف الأمريكي الرسمي يختلف عن رأي ترامب ، حيث أعلن البانتاغون ( وزارة الدفاع) أن لم يطرأ أي تغيير على عمليات الجيش الأمريكي في أفغانستان والعراق وسوريا ، والتي تدار من قاعدة “العُديد” الجوية ، أكبر قيادة مركزية في الشرق الأوسط ، التي تستضيفها قطر. كما دعا وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ريكس تيلرسون الدول التي فرضت الحصار إلى ضبط النفس والتصالح مع قطر.

موقف تركيا تجاه الأزمة

وسط هذه الأزمة وموقف البانتاغون الأمريكي ، برز موقف آخر ، وهو تدخل مباشر لتركيا ، التي اتفقت مع قطر أن تكون “شريكها الاستراتيجي”. وبكل تأكيد لم يكن هذا بدون موافقة أمريكا، لأنها أصلا لها كما أشرنا أكبر قاعدة عسكرية في قطر وأكبر باخرة ناقلات حربية في البحرين قبالة قطر.
بالإضافة إلى الدعم اللوجستي لتسريع قرار زيادة وجودها في القواعد العسكرية في قطر أرسلت تركيا ، 600 من الجنود بعد قرار اعتمده البرلمان التركي.
وقامت تركيا بتزويد السوق القطرية بأكثر من 75 في المائة من الاستهلاك الغذائي اليومي خلال شهر رمضان عن طريق البر.

موقف المغرب:

وبقي ترقب كبير يلف موقف المغرب، الحليف الرئيسي لدول الخليج العربي في المنطقة المغاربية. وعكس ما هو متوقع، جاء البيان الأول من الخارجية المغربية يقول إن الرباط قررت التزام الحياد في هذه الأزمة، قبل أن تصدر بياناً ثانياً تقول فيه إنها سترسل طائرات محملة بمواد غذائية إلى قطر “تماشياً مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وما يستوجبه خاصة خلال شهر رمضان الكريم من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية”.
وكان المغرب قد أبدى استعداده لبذل مساع حميدة تشجيع حوار صريح بين الدول الخليجية المعنية بالخلاف، وحث مختلف الأطراف على ضبط النفس والتحلي بالحكمة لتخفيف التوتر وتجاوز الأزمة.
لكن موقف المغرب اتخذه البعض أنه غير محايد، وظهر فتور في العلاقات مع الإمارات في الأول بشكل واضح ، ثم انطلقت حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد المغرب، ثم قامت قناة العربية ( السعودية) بنشر تقرير عن البوليزاريو ونشرت خريطة المغرب مبثورة، كما أن الاتحاد العربي لكرة القدم الذي ترأسه السعودية أخذ خريطة المغرب غير الرسمية لنشرها .
لكن المغرب ظل متمسكا بتشجيع الحوار والتحلي بالحكمة لتخفيف التوتر وتجاوز الأزمة بين قطر ودول الخليج .

موقف الكويت :

لم تتوقف الكويت عن جهود الوساطة في عهد أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح والأمير الشيخ نيفاف الأحمد الجابر الصباح. الذي اعتلى العرش في سبتمبر.
وتمسك أمير الكويت الراحل بموقفه وهو الصلح بين الأشقاء والحفاظ على قوة دول الخليج كشعب واحد.


موقف سلطنة عمان :
سلطنة عمان بقيادة المرحوم السلطان قابوس باعتبارها عضو في دول الخليج، كان لها دور فعال في الحفاظ على جمع الشمل وإعادة العلاقات بين السعودية وقطر، رغم أن سلطنة عمان تلقت العديد من ضغوط إلا أن السلطان قابوس تمسك بموقف بلاده الرامي لحل الأزمة بالحوار.

موضوع له صلة :

القمة الخليجية 2021: بعد عناق تميم وبن سلمان، ما الذي حققته دول المقاطعة في أربع سنوات؟

Print Friendly, PDF & Email