التيكواندو: الدولة تخسر المال على بطولة فرنكفونية فاشلة غاب عنها الأبطال

الكاتب : عبد الاله بوزيد

انتهت البطولة الفرنكوفونية، التي جرت في الأسبوع الماضي فلا جديد طرأ على المنظمين، نفس الوجوه ظلت كما هي دون تغيير، بنفس التبعية وبنفس منهجية الإخلاص للمصلحة الشخصية أولا وقبل كل شيء.


تعامل رئيس الجامعة مع هذا الحدث بنوع من التباعد، لأنه قبل الحدث ثم سحب التنظيم من الجامعة لفائدة العصبة، واستسلمت الجامعة للعصبة بطريقة غير قانونية، بعد أن كان الطلب للتنظيم من طرف الجامعة بتزكية من الوزارة الوصية، ثم الجامعة هي التي تقدمت بالطلب للديوان الملكي لرعاية الملك للبطولة، فالاتحاد الفرنكوفوني والوزارة والديوان الملكي لا يتعاملون مع العصب او الجمعيات بل مع الجامعات.
انعقدت البطولة، وانفض الجميع، وخاب ظنّ المتتبعين وظن المسؤولين من الوالي ورئيس الجهة والمجلس البلدي انتظر الجميع أن النجاح سيكون كبيرا لهذه التظاهرة بسبب الوعود التي قدمها البعض، وكانوا ينتظرون نفس النجاح الذي خلفته كرة القدم بإجراء كأس العرش ومباراة استعراضية شارك بها النجوم ومشاهير عالميين في مقدمتهم مارادونا، لكنهم اكتشفوا ان الغائبين أكثر من الحاضرين واندهشوا لغياب الجمهور واستغربوا كيف لبعض الفائزين بالميداليات لعبوا مباراة واحدة فقط وفازوا بميدالية.
ظنّ البعض أن الترويج الذي تبناّه أحد المسيرين من الخلف للعصبة سينتج عن بطولة دولية في المستوى العالي الذي يُـشرف سمعة المغرب وسمعة الإقليم رياضيا وسياحيا، مثل مدينة الداخلة التي أصبحت وجهة عالمية للرياضة البحرية مثل السورف Surf وغيرها. وطنّ ممثل وزارة الشبيبة والرياضة أن النتائج ستكون مصيرية ومهمة ربما تنسينا خسارة الالعاب الاولمبية، فلا الولاية ولا البلدية ولا ممثل وزارة الرياضة جميعهم لم يبخلوا وأظهروا حماسا كبيرا وقدموا دعما ماليا كبيرا لتنظيم هذا الحدث، حيث قدمت الولاية تحمل كل مصاريف النقل والإقامة ( الطائرة والفندق) بما يفوق 160 مليون والشبيبة والرياضة قدمت أكثر من 30 مليون، الجميع قدم كل التسهيلات والدعم اللازم لاستقبال ابطال عالميين واولمبيين من فرنسا واسبانيا وبلجيكا والبرتغال واليونان وايطاليا بالإضافة إلى الدول العربية المتوسطية في مقدمتها مصر، لكن الخيبة والصدمة أن جميع هؤلاء شاركوا من أجل المشاركة فقط مثل بلجيكا التي شاركت مشاركة رمزية لا غير، اما مصر فغابت رسميا وفضل الاتحاد المصري المشاركة في دوريات اخري مصنفة من مستوى G3وG4 .
لم يتحدث أي أحد من الذين تسابقوا على ميكروفونات تلفزة العيون او الإذاعة ليقول حقيقة غياب أبطال هذه الرياضة ودول مهمة مثل مصر، الحضور المصري كان رمزيا فقط حيث مثل الاتحاد المصري العضو الجامعي علي تور أما السيد الفولي فقد حظر كرئيس الاتحاد الافريقي وأيضا كأحد نواب الرئيس في الاتحاد الدولي فحضوره لا يمثل مصر ولكن يدخل في إطار البروتوكول الرسمي المفروض، ولم يعطينا السيد الفولي أي تبرير او إقناع على الغياب الرياضي للأبطال المصريين، مما يؤكد أن غياب مصر سياسي أكثر من رياضي، ففي نفس الاسبوع كان الرئيس المصري يشارك في الاجتماع العربي الافريقي الذي انسحبت منه أغلب الدول العربية احتجاجا على وجود وفد الانفصاليين البوليزاريو، ورفض الرئيس المصري الانسحاب بل د قام باستفزاز المغرب ، وبما أن الألعاب ستجري بمدينة العيون اضطر الاتحاد المصري اتباع سياسة الرئيس، وتنكر لجميل المغرب الذي شارك بأكبر وفد في بطولة إفريقيا التي نظمها السيد الفولي في بلاده ،إد شارك المغرب بوفد يضم 62 شخصا وذلك للرفع من قيمة التظاهرة، وخسرت وزارة الشبيبة والرياضة والجامعة فقط على النقل للقاهرة أكثر من 400 ألف درهم، وكان السيد الفولي أعطى وعدا لرئيس الجامعة على ان يتحمّل الاتحاد المصري المنظم للبطولة مصاريف إقامة الوفد المغربي لكن عند الوصول انقلب على رأيه واضطرت الجامعة تأدية مصاريف الإقامة ( زائد مصاريف فلوس الجيب لجميع الوفد) .
في ظل كل هذه المعطيات وهذه الظروف ألم يكن رئيس الجامعة يعلم مسبقا أن هذه البطولة فاشلة؟ بما أن الدول المشاركة أرسلت مسبّـقا لائحتها وان الاتحاد المصري كانت ” نيته ” واضحة. ألم يكن من الحكامة والوعي السياسي أن يقرر رئيس الجامعة تأجيل هذه البطولة حتى يقوم بالاتصالات والدعاية الكاملة لتسويق الحدث وكسب الضمانات على المشاركة المكثفة بأقوى الرياضيين وبأكبر عدد من المشاركين؟، وبدلا من ترك ” الفرنكوفونية ” بين أيدي وزارة الشبيبة والرياضة ووزارة الخارجية لاتخاذ القرارات اللازمة ولإعطاء قوة لهذه البطولة ، اتجه المنظمون إلى التشبّث بالتنظيم لكن لغرض في نفس يعقوب لأغراض شخصية لا غير و لا يهم المصلحة الوطنية ، أصلا هم أخدوا هذه المقاعد بالتحايل والخداع ، فالعصبة الحالية قامت بانقلاب على جماعة من المؤسسين لهذه الرياضة في العيون واشتكوا للسلطة على انهم من انفصاليي الداخل.
هكذا انتهت البطولة الفرنكفونية، الشيء الوحيد الجديد فيها أن هناك ملايين كثيرة أنفقت على تنظيمها واستضافة وفود اجنبية، وملايين كثيرة بالعملة الصعبة (الاورو) دخلت “جيب” العصبة من ثمن المشاركة للوفود، والمشاركين فيها ظلوا يتراقصون على حلبات المنافسة دون تقديم أي مستوى تقني عالي مشرف ودون أن يلمس احد منهم إن القضية الأساسية التي جاء للمشاركة من اجلها هي الرفع من قيمة الرياضة في حضيرة الدول الفرنكوفونية مثل ما تقوم به دول الكومنويلت ( الناطقة بالانجليزية).
انتهت البطولة الفرنكوفونية او بطولة عصبة الصحراء، وحولها بعض الأشخاص الذين يعتقدون انهم ” زعماء ” والجميع لا يرى انهم الجسد الميـّت الذي ينتظر من يدفنه.

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

 مرحبًا بك في موقعنا الإخباري المثير  " أيقونة بريس" ، حيث يتلاقى الحدث بالتحليل، والتقارير بالشغف. نحن هنا على مدار الساعة، جاهزون لنقدم لك أحدث الأخبار الوطنية والدولية، وليس فقط ذلك، بل نغوص أيضًا في عوالم الرياضة، الثقافة، والاقتصاد.

فريقنا المكون من صحفيين محنكين ليسوا فقط خبراء في مجال الإعلام، بل هم أيضًا روّاد في فن السرد. نحن نقوم بتحليل القضايا بشكل شيق ومثير، لنقدم لك تفاصيل لا تجدها في أماكن أخرى.