icone-attac

نظام السلفات الصغرى بالمغرب بين شعار التنمية وواقع الفقر والتهميش

ايقونة بريس - الرباط 

 

قدمت جمعية “أطأك المغرب Attac Maroc” عضو اللجنة الدولية للجنة من أجل إلغاء الديون غير الشرعية، بالرباط، أمس الجمعية 22 ابريل، بنادي هيئة المحامين دراستها الميدانية الحديثة والأولى من نوعها حول نظام السلفات الصغرى بالمغرب، تحت عنوان ” نظام القروض الصغرى بالمغرب، الفقراء يمولون الأغنياء”.

الدراسة أشارت إلى بداية ظهور هذا النوع من التمويلات، الذي ارتبط ببداية التسعينات، نتيجة تطبيق سياسات التقويم الهيكلي، وكانت مؤسسة: زاكورة، الأولى في هذا المجال مند سنة 1993، ثم نوالت مؤسسات أخرى في الظهور، لتصل اليوم إلى ما يزيد عن 13 مؤسسة مرخصة لممارسة التمويلات الصغرى بالمغرب، والتي تغطي ما مجمله 900 ألف زبون خلال سنة 2015.

الدراسة الميدانية، قامت بسرد معطيات صادمة حول الواقع المزري، الذي يعيشه ضحايا القروض الصغرى في كل من (ورزازات، سكورة، اكدز، العطاوية، والقصر الكبير، والرباط، وعدد من المدن المغربية من الشمال إلى الجنوب)، تعرضوا خلالها لشتى أصناف التهديد والوعيد، وسلبت ممتلكاتهم بالقوة خاصة النساء اللواتي تعرضن للضغط، مما قادهن إلى امتهان الدعارة والتسول، وأمراض نفسية ونزاعات اجتماعية وعائلية، مما يناقض الشعار الذي رفعه المدافعين عن هذا النوع من القروض، مشيرة “الدراسة” إلى أن “السلفات الصغرى لم يتم تشجيعها لمحاربة الفقر بل لضمان سطوة الرأسمال المالي وتغلغله إلى جيوب الفقراء لتحقيق فائض أرباح جشعة.

وحسب الدراسة تصل نسبة فائدة القروض الممنوحة من طرف المؤسسات إلى 33 في المائة، وحسب تصريحات الضحايا تصل من 60 الى80 في المائة في بعض الحالات، ما يجعلها حسب جمعية أطاك “مؤسسات ربحية وليست لمساعدة الفقراء”.

وعن طبيعة المستفيدين من القروض، ذكرت الدراسة أن النساء يمثلن ما يناهز 61 في المائة، في ما يمثل العاطلون عن العمل 34 في المائة، وسجلت الدراسة ضعف المبالغ المقترضة، وتسارع الوثيرة المحددة لتسديد الأقساط الشهرية، يحكم على جل المشاريع بالفشل والغرق في دوامة القروض ألا منتهية، خاصة أمام ما يتعرضون له من الضغوطات والمشاكل النفسية جراء عدم القدرة على الأداء وضغط المؤسسات السلف.

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

صحفي مهني وناشط حقوقي، متخصص في القضايا السياسية والاجتماعية. حاصل على شهادة في الحقوق ودبلوم في القانون الخاص. ساهم في عدة منصات إعلامية وشارك في ندوات دولية مع منظمات المجتمع  المدني وحقوق الإنسان ( تفاصيل السيرة الذاتية)