akhbar -icone

الأمم المتحدة تطلق تحذير من أن العالم يواجه “أسوأ أزمة إنسانية” منذ الحرب العالمية الثانية

ايقونة بريس | الرباط 

قال “ستيفن أوبراين” الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية ومنسق عمليات الإغاثة العاجلة للأمم المتحدة، خلال تقرير تلاه في مجلس الأمن الجمعة 10 مارس، من الشهر الجاري، أن “الأمم المتحدة تطلق تحذيرا، مفاده أن العالم يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لأن أكثر من 20 مليون شخص يواجهون الجوع والمجاعة في أربعة بلدان”.

وأضاف التقرير أن الصومال وجنوب السودان ونيجيريا واليمن، تواجه نزاعات مسلحة، وان هناك أشخاص يموتون من الجوع بكل بساطة، إذا لم تبذل جهود جماعية على الصعيد العالمي. وسيعاني كثيرون آخرون ويموتون من الأمراض، وسيتأخر نمو أطفال ويتغيبون عن المدرسة، وستتلاشى وسائل العيش والمستقبل والآمال”.

وقد وجه أوبراين الذي زار في بداية شهر مارس، كلا من اليمن وجنوب السودان والصومال، نداء لقيام تعبئة عاجلة، داعيا المجموعة الدولية إلى تأمين 4,4 مليارات دولار قبل يوليوز المقبل، “لتجنب وقوع كارثة”.

وقال “إذا لم يتأمن المبلغ، نتوقع أن أعدادا كبيرة من الأشخاص سيموتون جوعا، وسيفقدون وسائل العيش المتاحة لهم، وسيرون زوال المكتسبات السياسية التي حصلوا عليها بشق النفس في السنوات الأخيرة”.

وأكد أن اليمن هو في الوقت الراهن مسرح “لأسوأ أزمة إنسانية في العالم”. وقال إن ثلثي سكانه الذين يبلغ عددهم 18,8 مليون نسمة، يحتاجون إلى المساعدة، وإن أكثر من سبعة ملايين “لا يعرفون من أين ستصل وجبتهم المقبلة”، مشيرا إلى النزوح الجماعي للسكان الذين هجرتهم المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين.

وقد أسفر النزاع حتى الآن عن 7400 قتيل و40 ألف جريح، منذ مارس 2015، كما تقول الأمم المتحدة.

وأتاحت اتفاقات أخيرة بين أطراف النزاع، إرسال مساعدة غذائية لـ4,9 ملايين شخص في الشهر الماضي. لكن أوبراين قال إن “جميع أطراف النزاع يرفضون بتعسف السماح للعاملين في المجال الإنساني الوصول بصورة دائمة، ويستخدمون المساعدة لأهداف سياسية”.

واعتبر أن 2,1 مليار دولار ضرورية لمساعدة 12 مليون شخص، وأعلن أن مؤتمرا على المستوى الوزاري سيعقد في 25 نيسان/أبريل في جنيف، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لجمع الأموال.

“لم يبق شيء للعيش”

وفي جنوب السودان، قال أوبراين إنه وجد “الوضع أسوأ من أي وقت مضى”، بسبب الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ كانون دجنبر 2013 واتهم أطراف النزاع بأنهم مسؤولون عن المجاعة.

ويحتاج أكثر من 7,5 ملايين شخص إلى المساعدة، أي أكثر بـ1,4 مليون من العام الماضي، في هذا البلد الذي بات 3,4 مليون من أبنائه مهجرين في وطنهم.

وفي الصومال، يحتاج أكثر من نصف السكان الذين يبلغ عددهم 6,2 مليون نسمة، إلى المساعدة والحماية، وتهدد المجاعة 2,9 مليون منهم.

وسيعاني حوالى نصف مليون طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات من سوء تغذية حاد هذه السنة، كما قال أوبراين، في هذا البلد الغارق منذ حوالى ثلاثة عقود في الفوضى وأعمال العنف التي تقوم بها ميليشيات عشائرية وعصابات إجرامية، إضافة إلى تمرد حركة “الشباب الإسلامية”.

وقال الأمين العام المساعد، إن “ما رأيته وسمعته خلال زيارتي إلى الصومال صادم، لأن نساء وأطفالا يمشون أسابيع بحثا عن المواد الغذائية والماء”.

وأوضح أوبراين “أنهم خسروا مواشيهم، وجفت ينابيع مياه الشرب، ولم يبق لهم شيء للعيش”، مشيرا إلى حركة انتقال كبيرة للناس نحو المدن.

وأخيرا، في شمال شرق نيجيريا، الذي يشهد تمرد إسلاميي جماعة “بوكو حرام” منذ 2009، ويواجه تغيرا مناخيا وسوء إدارة، يحتاج أكثر من 10 ملايين شخص إلى مساعدة إنسانية، ويواجه 7,1 ملايين منهم “وضعا غذائيا بالغ الخطورة”.

وخلال مؤتمر أوسلو حول نيجيريا وحوض بحيرة تشاد الشهر الماضي، تم الإعلان عن مساهمات بلغت 672 مليون دولار، لكنها ما زالت دون المبلغ المحدد بـ1,5 مليار دولار.

Print Friendly, PDF & Email
Author profile

صحفي مهني وناشط حقوقي، متخصص في القضايا السياسية والاجتماعية. حاصل على شهادة في الحقوق ودبلوم في القانون الخاص. ساهم في عدة منصات إعلامية وشارك في ندوات دولية مع منظمات المجتمع  المدني وحقوق الإنسان ( تفاصيل السيرة الذاتية)